___________________________________________________
نص السؤال:
كيف ترون التعامل مع من يرد سنة النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان ذلك جملة أو تفصيلاً، خاصة وأن من هؤلاء من يتولون الحكم في بعض بلاد المسلمين اليوم ؟
الجواب:
الحكم فيمن رد السنة جملة ـ أي كلها ـ فهو كافر؛ فمن لم يقبل منها إلا ما كان في القرآن فهو كافر لأنه معارض للقرآن، مناقض لآيات القرآن، والله تعالى يقول:{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} [آل عمران:32] ويقول تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: الآية7] ويقول تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [المائدة:92] وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء:59]
ويقول تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]، فقوله {فَاتَّبِعُونِي} هذا عام فحد المفعول طريق من طرق إفادة العموم، {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}، وما من صيغ العموم، وقوله: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ} أي: تنازع الرعية، وأولو الأمر من العلماء والحكام {فِي شَيْء ٍ} فردوه إلى الله والرسول، فلم يجعله إلى الله وحده، بل جعله إلى الله وإلى الرسول، ورده إلى الله رده إلى كتاب الله، ورده إلى الرسول بعد وفاته رده إلى سنته عليه الصلاة والسلام، فدعواه أنه يعمل بالقرآن عقيدة وعملا ويرد السنة جملة ـ هذه الطائفة التي تسمي نفسها (القرآنية) ـ دعوى باطلة، وهو مناقض لنفسه لأنه كذّب آيات القرآن التي فيها الأمر باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخذ ما جاء به , وطاعته فيما جاء به من عند الله عمومًا دون أن يخص آيات القرآن، ثم هو في الوقت نفسه كيف يصلي ؟ وكيف يحدد أوقات الصلوات ؟ وكيف يصوم ؟ وعن أي شيء يصوم ؟ وتفاصيل الصيام كيف يعرفها ؟ وكيف يحج بيت الله الحرام ؟ فليس هناك إلا أركان محدودة من الحج في سورة البقرة، وكذلك أين أنصبة الزكاة ؟ وكيف يزكي ؟ كل هذه التفاصيل موجودة في السنة وليست في القرآن . فمن يدعي أنه يأخذ بالقرآن ولا يأخذ بالسنة فإنه مغالط ومناقض لنفسه ومناقض للقرآن؛ لأنه رد آياته الكثيرة التي ورد فيها الأمر بطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام والأخذ بما جاء به , ومناقض لإجماع المسلمين ولإجماع الصحابة رضوان الله عليهم، فإنهم جميعًا لم يشذ واحد منهم عن الأخذ بالسنة، فإذن هو كافر بالقرآن وإن ادعى أنه مؤمن به، والكافر بآية منه كالكافر بكل آياته، كافر بالإجماع منكر له أي إجماع الصحابة رضوان الله عليهم، فما فيهم واحد شذ عن السنة وأنكرها جملة وإذا أنكر أحدهم شيئًا فإنما ينكر حديثًا من جهة الراوي لا من جهة أنه كلام الرسول عليه الصلاة والسلام، أي: السًنة.
وهذا أيضًا لا يقوى على أن يقوم بالصلوات الخمس على وجهها المعلوم من الدين بالضرورة، فصلاة العصر أربع ركعات، وصلاة الصبح ركعتين لا يجد هذا في كتاب الله فمن أين جاء هذا ؟ ما جاء إلا من تعليم جبريل للرسول عليه الصلاة والسلام، وتعليم الرسول عليه الصلاة والسلام لأصحابه، فمن أين يأتي بهذا ؟ فهذا مجمل الرد عليه، وإثبات أنه كافر بالقرآن، كافر بالإجماع اليقيني، كافر بالمعلوم من الدين بالضرورة، من مثل أن ركعات الظهر أربع، والعصر أربع والعشاء أربع، والمغرب ثلاث، والصبح ركعتان وكافر أيضًا بتفاصيل الصيام لأنها ليست في القرآن وهي معلومة من الدين بالضرورة، فلذلك كان كافرًا .
الاجتهاد شيء ورد الأحاديث شيء آخر:
أما الذي ينكر حديثًا ما لعلة في سنده ويختلف فيها مع غيره من رجال الحديث، فهذا نوع من الاجتهاد يُقاَل فيه أخطأ وأصاب، ولا يقال فيه آمن وكفر .
وكذلك إذا رد ظاهر الحديث متأولاً له تأويلاً تُسوِّغُه اللغة العربية، ففسره بمعنى مختلف عن المعنى الذي فسره به غيره، فهذا حمله على الظاهر وهذا تأوله، فهذا لا يقال فيه آمن وكفر، إنما يقال أخطأ وأصاب، فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد، ويلزمه العمل بما اعتقده، وإن كان خطأ في نفسه، ودليل ذلك حدث في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم في الذهاب إلى بني قريظة، حين قال: ((لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ))، فاجتهد الصحابة، فبعضهم أخر العصر على ظاهر الحديث مثل ما يقول ابن حزم: لو كنت معهم ما صليت العصر إلا في بني قريظة, لأنه ظاهري، وقال بعضهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد منا هذا ولكن أراد منا السرعة والمبادرة، ولم يرد منا أن نترك الصلاة في وقتها, هذا فرض وذاك فرض، وفريضة الصلاة لا يسقطها الجهاد, فنصلي ثم نسرع ولا نتمهل، وصلوا في الوقت، ولما اجتمعوا عند النبي صلى الله عليه وسلم لم يعنف طائفة من الطائفتين، لا المخطئة ولا المصيبة، لا التي أخرت ولا التي عجلت .
هذا دليل على أن الأحاديث التي هي مجال للاجتهاد يقال في الخلاف فيها: أخطأ وأصاب، ولا يقال: آمن وكفر ويُعذَر من أخطأ، وعمله الذي بناه على اجتهاده الخاطئ صحيح والثاني المصيب أيضًا معروف واضح أنه يُؤجر أجرين ويجب عليه العمل باجتهاده .
القصد أن من ينكر الحديث من جهة سنده للاختلاف بينه وبين غيره في توفر أسباب القبول وعدم توفرها، هذا لا نقول له: إنك آمنت أو كفرت، بل نقول له: أخطأت أو أصبت، وكذلك لو تأول متنًا وفيه مجال للاجتهاد يقال فيه: أخطأ وأصاب .
حكم من خالف معلومًا من الدين بالضرورة:
أما أن يأتي بأمر يخالف صريح السنة التي لا تحتمل تأويلاً مثل صلاة أربع ركعات، ويقول هذه تُصلي ركعتين، نقول له: لا، أنت خالفت معلومًا من الدين بالضرورة، فأنت كافر، وكذلك من يقول: إن الصلوات في اليوم والليلة صلاتان فقط، صلاة في النهار، وصلاة في الليل، ويذكر القرآن، لأن فيه الصلاة أول النهار وآخر النهار، وصلاة من الليل ففيه ثلاث صلوات، واحدة في الليل بنص القرآن، وواحدة في الغدو، وواحدة في الآصال، فيصلي ثلاث صلوات بنص القرآن، ويضيع صلاة الظهر لأنها ليست في الغدو، ويضيع واحدة من الصلاتين اللتين بالليل، فهذا نقول له أنت أنكرت معلومًا من الدين بالضرورة، وإن لم يكن في القرآن لكنه ثابت متواتر تواترًا عمليًا وتواترًا قوليًا، فإنكارك إياه مثل إنكارك للقرآن، فهذا نقول له: إنه كافر، لأنه خالف معلومًا من الدين بالضرورة .
وأما إن أنكر شيئًا واحدًا؛ أنكر حديثًا واحدًا أو عملاً واحدًا، مثل من ينكر صلاة الوتر – ولا أقول هذا في الفرائض – سواء قلنا إن الوتر واجب والواجب أقل من الفرض، أو قلنا إن الوتر سنة مؤكدة، من ينكر صلاة الوتر فهو كافر، أنكر سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم معلومًا من الدين بالضرورة، وأنا ما أخص هذا بالفرائض الخمس، يعني الكلام ليس على درجة أهو فرض أو سنة، فمن ينكر أن هناك رواتب للفرائض، ركعتان قبل، وركعتان بعد، من ينكر أن هناك تهجد الليل هذا أنكر معلومًا من الدين بالضرورة، بعضه في القرآن وبعضه في السنة، فيقال: كافر .
فما كان فيه مجال للاجتهاد، يقال فيه أخطأ وأصاب ولا يقال فيه آمن وكفر وما لم يكن فيه مجال للاجتهاد وهو ثابت ثبوتًا قطعيًا أو معلومًا من الدين بالضرورة فهو كافر، وإن كان الذي أنكره شيئًا واحدًا وإن لم يكن أصله في القرآن، هذا هو حكم الصنفين من أنكر الجملة ومن أنكر البعض هذا هو التفصيل .
الخميس سبتمبر 16, 2010 3:24 pm من طرف قمر على هيئه بشر
» عصير أفوكادو مع القشطة والفستق
الأحد أغسطس 29, 2010 10:49 am من طرف الريان
» صلاة من قبلنا ليست مماثلة لصلاتنا في الأوقات والهيئات.
الأحد أغسطس 29, 2010 4:34 am من طرف الريان
» حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر
السبت أغسطس 28, 2010 8:09 pm من طرف الريان
» الواجبات المالية في الإسلام
السبت أغسطس 28, 2010 8:06 pm من طرف الريان
» حكم من رد السنة جملة وتفصيلاً
السبت أغسطس 28, 2010 8:03 pm من طرف الريان
» خبر مهم الى متعب
السبت أغسطس 28, 2010 2:36 pm من طرف بموت فيك
» افضل موقع ثيمات على وجه الأطلاق
السبت أغسطس 28, 2010 9:58 am من طرف الريان
» قبل ان تبيع جوالك
السبت أغسطس 28, 2010 9:55 am من طرف الريان